انهيار العملات المشفرة بعد اشتعال الحرب التجارية مجدداً بين الصين وأميركا؟

 

انهيار العملات المشفرة بعد اشتعال الحرب التجارية مجدداً بين الصين وأميركا؟
انهيار العملات المشفرة بعد اشتعال الحرب التجارية مجدداً بين الصين وأميركا؟

شهدت أسواق العملات الرقمية يوم الجمعة الماضي زلزالاً مدوياً، حيث انهارت القيم بشكل مفاجئ وحاد في موجة بيع عصفت بمليارات الدولارات خلال ساعات، في تذكير صارخ بالمخاطر الكامنة في هذا السوق المتقلب.

العاصفة تبدأ من واشنطن

كان الشرارة التي أشعلت الأزمة تهديداً من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة على الصين، ما أثار ذعر المستثمرين ودَفَعهم للهروب من الأصول عالية المخاطرة. وانطلقت موجة بيع جماعية طالت أسهم التكنولوجيا والعملات المشفرة، بينما توافد المستثمرون على الملاذات الآمنة التقليدية كالذهب والفضة اللذين بلغا مستويات قياسية.

مشهد الدمار الرقمي

من البيتكوين إلى العملات الساخرة، لم تنجُ أي عملة رقمية من العاصفة:

  • البيتكوين: انخفضت بنسبة 15% من 122,500 دولار إلى 104,600 دولار

  • الإيثر: تراجعت بنحو 21% من قيمتها

  • خسائر المستثمرين: تم تصفية مراكز 1.6 مليون متداول

كيف تحول التصحيح إلى انهيار؟

تكمن المشكلة الحقيقية في نظام الرافعة المالية، حيث يدفع المستثمرون جزءاً بسيطاً من قيمة الصفقة. وعندما انخفضت الأسعار بشكل حاد، اضطرت منصات التداول إلى التصفية التلقائية للمراكز التي تجاوزت خسائرها قدرة المستثمرين على التغطية. ووفقاً لـ CoinGlass، بلغت قيمة المراكز المصفاة نحو 19 مليار دولار، في واحدة من أكبر عمليات التصفية اليومية في تاريخ السوق.

مخاوف تقنية تزيد الأزمة تعقيداً

تفاقمت الأزمة مع ظهور مشكلات تقنية، حيث فقدت إحدى العملات المستقرة على منصة Binance ارتباطها بالدولار مؤقتاً، ما أثار تساؤلات حول متانة البنية التحتية للسوق. كما انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي تكهنات حول حسابات مجهولة استفادت من الأزمة، مما أثار شكوكاً حول وجود تداول داخلي.

الأمل يعود ببطء

رغم الصورة القاتمة، بدأت مؤشرات التعافي تظهر يوم الاثنين، حيث استقرت البيتكوين حول مستوى 115,000 دولار. لكن الطريق لا يزال طويلاً لاستعادة المستويات القياسية التي سجلتها في أكتوبر عند 126,000 دولار.

تبقى هذه الحادثة ناقوس خطر للمستثمرين، مؤكدة أن سوق العملات الرقمية - رغم فرصه الكبيرة - لا يزال بيئة عالية المخاطر تتطلب حذراً بالغاً وإدارة محكمة للمخاطر.